سوريا: تصعيد حملة القمع؛ بواعث قلق حول السلامة - 13 فبراير 2012

 


عبرت منظمة القلم الدولي عن صدمتها بسبب الاستخدام المفرط للقوة في قمع المعارضة ضمن حملة متواصلة ضد المظاهرات المناهضة للسلطات السورية. كما حذرت من الاعتقال العشوائي الجماعي واختفاء مدنيين بينهم صحفيون وكتاب ونشطاء ومدونون. ولا تزال المنظمة تدعو لإطلاق السراح الفوري وغير المشروط  لجميع المحتجزين حالياً في سوريا لما يشكل انتهاكاً للمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية   (ICCPR) التي وقعت عليها سورية، وتطالب بالوقف الفوري لاستخدام العنف لقمع المعارضة السلمية.

 
يقول جون رالستون سول، رئيس منظمة القلم الدولي، "وسط هذا العنف والعديد من الوفيات، غالباً ما تتجه الحكومات لتجاهل الكتّاب ودورهم المركزي في الترويج لحرية التعبير. ولا يمكن إحراز أي تقدم في سورية إذا لم تكن هناك قدرة على الكلام والحوار دون أن تقتل كنتيجة لذلك. كل يوم نسمع عن معاناة أصدقائنا وزملائنا. ومعاناتهم هي جزء من تفكك أي نوع من العلاقات الاجتماعية العادية في سوريا".

وقد بدأت احتجاجات مناهضة للحكومة في منتصف آذار/مارس 2011، حيث انتشرت بعدها في جميع أنحاء البلاد. وهنالك معلومات عن اعتقالات جماعية وقد ردّ رجال الأمن على الاحتجاجات المستمرة بعنف مفرط باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، وأيضاً بقصف مناطق معقل المعارضة بقذائف الهاون وقذائف صاروخية. وبينما قتل مئات من المدنيين وجرح عدد أكبر، يواصل المتظاهرون المطالبة بالإصلاح السياسي، ودعوة الرئيس بشار الأسد إلى التنحي. السلطات السورية تواصل قمع هذه الاحتجاجات بالقوة، وغالباً بطريقة عشوائية، رغم الوعود بإنهاء العنف.

ومع تزايد الرقابة على الإنترنت ووسائل الإعلام في السنوات الأخيرة، فإن السلطات السورية فرضت مزيداً من القيود على حرية التعبير والتجمع كردّ فعل لمواجهة الأحداث الأخيرة. وقد طلب من معظم المراسلين الصحفيين الأجانب مغادرة البلاد وتم منع الوصول إلى وسائل الاعلام المستقلة.
 

اقرأ:

بيان الكاتب السّوريّ خالد خليفة:

http://bookbrunch.co.uk/index.php?option=com_content&view=article&id=11991&Itemid=85

                                  

ولمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بـ كاثي ماكين من لجنة كُتّاب في السّجون التابعة للقلم الدولي، براونلون هاوس، 50/51 هاي هولبورن، لندن دبليو سي 1 في، هاتف رقم + 44 (0) 20 7405 0338، فاكس رقم: +44 (0) 20 7405 0339، بريد إلكتروني: [email protected].

 

وهُنا نصّ بيان الكاتب السّوري خالد خليفة باللغة العربية:

"أصدقائي الكتاب والصحافيين في كل أنحاء العالم، خاصة في الصين وروسيا؛

أود أن أعلمكم بأنّ شعبي يتعرّض لإبادة جماعية. منذ أسبوع قامت قوات النظام السّوري بتصعيد هجماتها على المدن الثائرة خاصة في مدن حمص والزبداني وريف دمشق والرستن ومضايا ووادي بردى وعين الفيجة وإدلب وقرى جبل الزاوية، ومنذ أسبوع حتى كتابة هذه السطور سقط أكثر من ألف شهيد بينهم عدد كبير من الأطفال، ودمرت مئات المنازل فوق رؤوس ساكنيها."

 

"إنّ العمى الذي أصاب العالم شجع النظام على محاولة تصفية الثورة السلمية في سورية ببطش لا نظير له؛ إن دعم روسيا والصين وإيران وصمت العالم إزاء جريمة ترتكب في وضح النهار أطلق يد النظام في قتل شعبي منذ إحدى عشر. ولكن في الأسبوع الماضي ومنذ 2 شباط إلى اليوم توضحت معالم المجزرة ومشهد مئات آلاف السوريين الذين نزلوا إلى شوارع مدنهم وقراهم ليلة مجزرة الخالدية في ليلة الجمعة وفجر السبت الماضي رافعين أياديهم بالدعاء والدموع يفطر القلب ويضع التراجيديا الإنسانية السورية في قلب العالم، في تعبير واضح لا لبس فيه على اليتم الذي نشعر به بتخلي العالم عنا واكتفاء السياسيين بالكلام وعقوبات اقتصادية لا تردّ قاتلاً ولا تلجم دبابة لاهية وموغلة في الدم."

 

"إنّ شعبي الذي استقبل الموت بالصدور العارية والأغاني يتعرض الآن وفي هذه اللحظات إلى حملة إبادة جماعية، كما تتعرض مدننا الثائرة إلى حصار غير مسبوق في تاريخ ثورات العالم، تمنع الطواقم الطبية من إسعاف الجرحى، والمشافي الميدانية تقصف بدم بارد وتُدمّر، ويمنع دخول منظمات الإغاثة إضافة إلى قطع الاتصالات الهاتفية ومنع وصول الطعام والدواء إلى درجة بأن تهريب كيس دم أو حبة سيتامول إلى المناطق المنكوبة يعتبر جريمة تستحق السجن في معتقلات؛ ستدهشون حين تعرفون التعذيب وتفاصيله ذات يوم."

 

"لم يشهد العالم في تاريخه الحديث بسالة وشجاعة كالتي أبداها السوريون الثائرون في كل مدننا وقرانا، كما لم يشهد العالم تواطؤًا وصمتًا كهذا الصّمت الذي يعتبر الآن شراكة في قتل وإبادة شعبي. إن شعبي هو شعب السلام والقهوة والموسيقى أتمنى أن تتذوقوها ذات يوم، ووردٌ أتمنى أن تلفحكم عطورها لتعرفوا بأنّ قلب العالم اليوم يتعرض إلى إبادة جماعية والعالم كله شريك في دمنا."

 

"إنني لا أستطيع شرح كل شيء في هذه اللحظات العصيبة لكنني آمل تحرككم للتضامن مع شعبي بالوسائل التي ترونها مناسبة، وأنا أعرف بأنّ الكتابة تقف عاجزة وعارية أمام أصوات المدافع والدبابات والصّواريخ الروسية التي تقصف مدناً ومدنيين آمنين، لكنني ليست لديّ أيّ رغبة بأن يكون صمتكم شريكاً في قتل شعبي أيضاً."

 

انتهى بيان الكاتب السّوريّ خالد خليفة